Admin Admin
عدد المساهمات : 2805 نقاط : 53510 السٌّمعَة : 80 تاريخ التسجيل : 30/10/2011
| موضوع: وبعد ... الانتخاب........... الثلاثاء مايو 22, 2012 8:26 pm | |
| ماذا بعد انتخاب الرئيس؟
أما وقد انتصرت الإرادة الوطنية على دعاة الغوغائية ومضت الأمور فى اتجاه تأمين إجراء الانتخابات الرئاسية فى موعدها، فقد آن لنا أن نفكر جدياً وإيجابياً فى مقبل الأيام ونتوجه بأنظارنا إلى المستقبل القريب الذى يبدأ عقب أن تضع الانتخابات أوزارها. أمام مصر فرصة كبيرة لم تتهيأ لها فى العقود الماضية على تعاقبها الطويل. على عكس الكثيرين من منتقدى مرشحى الرئاسة والطاعنين فى برامجهم وأطروحاتهم، أعتقد بقوة أن كل مرشح من المرشحين الثلاثة عشر قد بذل جهداً حقيقياً ومميزاً فى دراسة الشؤون والقضايا المصرية من كافة أبعادها ليعد برنامجه على بينة. لم يخل برنامج لمرشح من دراسة مستفيضة للمشكلات الأساسية التى تثقل كاهل الدولة المصرية حتى القضايا التى لا تمثل جاذبية إعلامية ودعائية، ومن ثم أمكن له رسم صورة متكاملة. صحيح أن هذه البرامج تتفاوت فى مدى تماسكها وقدرتها على طرح الحلول الخلاقة وترتيب الأولويات لكن معظمها توافر له الحد المقبول من الجدية والفعالية. للمرة الأولى نسمع أرقاماً تصف واقع الأمور فى مصر بدقة وترصد تطورات هذا الواقع منذ عقود. أرقام غابت أو غيبت عمداً عن ذهن المواطن المصرى لتقطع عليه فرصة التفكير السديد فى شؤون تمسه مساً مباشراً، وأهملها عمداً أو استسهالاً من كان يقال لهم مسؤولين وهم لا يمتون للمسؤولية بصلة ولم نكن ندرى على أى أساس يرسمون خططهم التى عادت بالبلد إلى الخلف وحولتنا من قوة ناهضة إلى دولة تصارع من أجل البقاء. وللمرة الأولى نجد شخصيات عامة تخرج من شرنقة المواقف السياسية ومزايداتها وتطرق الأوجاع الحقيقية باتباع نهج البحث والدراسة والاستعانة بالمختصين والخبراء، ثم إنها لا تتمحور حول قضية واحدة تحشد وراءها كل خبراتها وقدراتها بل تتسع رؤيتها لتشمل مجمل المشكلات وليس أشهرها وأكثرها صخباً وقدرة على إحداث أصداء بين الناس. باختصار فطن المرشحون إلى أن زمن الفهلوة السياسية التى تنحدر إلى مستوى "النصب" والتدليس على الشعب والمتاجرة بأوجاعه قد ولى ولن يؤتى أى ثمرة. الفضل بالتأكيد يعود إلى أجواء التنافس الحقيقية التى هى صنو لمبدأ الانتخاب النزيه. فى السابق حيث جعلوا من مبدأ الانتخاب على إطلاقه مهزلة مروعة، ومن الانتخاب الرئاسى ضرباً من ضروب الخيال والخبال، غابت المنافسة كلياً وفقد العمل الجدى قيمته وتأثيره وأحبطت كل محاولة مخلصة لربط العمل بالعلم والتخطيط السليم. اليوم تتغير الصورة وتنحو منحا صحياً. ويجد كل متصدر للمنصب الرئاسى أن الميزة التنافسية تكمن حقيقة فى القدرة على إقناع العقول بجدارة استحقاقه لهذا المنصب بدلاً من دغدغة المشاعر بأحاديث جوفاء كتلك التى ظلت تدندن بها ماكينات وأبواق جهنمية لسنين وأعوام دون كلل.
مصر لا محالة ستنتخب رئيساً واحداً من بين المرشحين الثلاثة عشر "تنازل اثنان منهما فى الوقت بدل الضائع" فهل يعنى ذلك أن تذهب الجهود التى عكف على بذلها الآخرون سدى ويطويهم النسيان أم بالإمكان الاستفادة من برامجهم والرؤى التى تشكلت لديهم والحلول التى ربما توصلوا إليها؟ هنالك فى الغرب ما يسمى بال think tankوالتى يقصد بها مجموعة من العقول أو هيئة ما تتوفر لها القدرة على البحث المتعمق فى القضايا والوصول للحلول الملائمة فى مجالات مختلفة أهمها القضايا السياسية والاقتصادية والتكنولوجية. ومثل هذه العقول والمجموعات تشكل فى أحيان كثيرة مستودعاً استراتيجياً تنهل منه الإدارات والمؤسسات الحاكمة دون حساسيات أو حرج. فور انتهاء الانتخابات فى الأنظمة الغربية بخروج فائز تفرزه صناديق الاقتراع، يطوى المرشحون صفحة التنافس الشرس ومحاولات النيل من أطروحات المنافسين ويبدأ التطبيق العملى للبرامج ولا يتردد الفائز فى الاستعانة بمنافسى الأمس. فهل نطمح أن تتم الاستفادة بالخبرات والمعارف وقوة الدفع التى توافرت للمرشحين الذين لم يحالفهم الحظ فى كيان من هذا النوع أم يقف الإرث الفكرى غير السديد عائقا دون ذلك؟ لعلها فرصة كى نثبت أن التغيير الذى طال المنظومة السياسية يمكن أن يطال أيضاً المنظومة الفكرية فيتوقف النظر إلى المنافس السياسى على أنه الخصم الذى يجب إقصاؤه وحرمانه من فرص الظهور حتى لا تقوى شوكته ويكتسب أرضاً وشعبية، واستبدال ذلك برؤية أكثر رحابة وموضوعية وعملية تعتبر المنافس أو الذى كان منافساً شريكاً يمكن استثمار قدراته والإفادة بها. ولعلها فرصة أيضاً كى نبتعد- بحق – عن الشكلية والإطارات المفرغة من المضمون ونصدُق فى الاستفادة من الكيانات التى تتشكل بحماس وتترك بلا إسهام يعتد به رغم تميز العقول والخبرات التى تضمها هذه الكيانات. الرئيس القادم مطالب بإرساء قواعد جديدة لاستثمار الكفاءات وتقديم مثل عملى فى مد الجسور مع كافة الأطراف التى يمتلك كل منها ولاشك نقاط قوة ما. وقوى المجتمع بدورها عليها اغتنام الفرصة الماثلة. الصالح العام؟ | |
|
هوابر
عدد المساهمات : 114 نقاط : 16194 السٌّمعَة : 29 تاريخ التسجيل : 25/11/2011
| موضوع: رد: وبعد ... الانتخاب........... الأربعاء مايو 30, 2012 1:38 pm | |
| .................................................. ....................... .................................................. .................... | |
|