نتناول هنا اشعار الامام الشافعى التى بمثابة الحكمة و اروع مثلا على رقى المعانى ورفعة الاخلاق
من أجمل ما كتب الشافعي في الحكمة :
دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء
دعوة إلى التنقل والترحال :
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
حياة الأشراف واللئام
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى وأسد جياعا تظمأ الدهر لاتروى
وأشراف قوم لاينالون قوتهم وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لدين الخلائق سابق وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
هكذا الحظ
تموت الأسد في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير وذو نسب مفارشه التراب
السكوت عن السفيه
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيب
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
جواب اللئيم
قل بما شئت في مسبة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أناعادم الجواب ولكن ما من الأسد أن تجيب الكلاب
جواب السفيه
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه و إن خليته كمدا يموت
سكت عن السفيه فظن أني عييت عن الجواب وما عييت
اّل رسول الله صلى الله عليه وسلم
اّل النبي ذريعتي وهمو إليه وسيلتي
أرجو بهم أعطى غدا بيدي اليمين صحيفتي
الصمت شرف
قالوا : سكت وقد خوصمت قلت لهم إن الجواب لباب الشر مقتاح
الصمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة والكلب يخشى لعمري وهونباح
العلم نور
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي
محال في القياس
تعصي الإله و أنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم بيتدك بنعمة منه وانت لشكر ذاك مضيع
المصدر
ديوان الشافعي وحكمه